مقال عن أهمية الخيل و مكانتها عند العرب

xأعرف أنه ليس بقصة و لكن سأكتبه لكم للأستفادة

الخيل أو الفرس هبة من الله علينا خاصة عند العرب و قد استخدمت الخيول منذ العصر القديم و كان للخيل دور بارز في حياة العرب فأثرت في لغتهم و طباعهم و أدبهم فتغنوا بها الشعراء و افتخروا بها و اكثروا في لفظهم من أعضائها و صفاتها يقول الجاحظ:(لم تكن أمة قط أشد عجبا بالخيل و لا أعلم بها من العرب) و كانت الخيول تستخدم في المعارك و الحروب لقوتها و سرعتها و استخدمت في أشياء أخرى مثل:التنقل و الترحال فكانت تقصر الطرق و المسافات البعيدة لقد حاول العرب حماية الخيول من التهجين قدر ما استطاعوا و لم يدخروا في ابقائهاعربية اصيلة شيئا فلقد كانت الخيول الأصيلة قوية الطباع و السرعة الفائقة التي تتميز بها جعلت العرب يدافعون و لذلك ظل ذكر الخيل مقرونا بالعرب فما ذكرت الخيل الا و ذكر العرب و على مر التاريخ اعتبرت الخيل عند العرب رمزا للمروءة و الشجاعة و الوفاء و على ظهورها تمت الفتوحات الأسلامية و لذلك احتلت الخيول عند العرب مكانة عالية و قد جاء ذكر الخيل في القرآن الكريم في خمس سور فضلا عن تسمية سورة باسمها و هي (العاديات) و قد أقسم الله بها و ذكرها لما فيها من منافع كثيرة يقول الله تعالى(زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين و القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة) 

أما الشعر العربي عكس المكانة العالية للخيل في نفوس العرب حتى كان الرجل يبيت جائعا و يشبع فرسه و من ذلك قول عبيد بن ربيعة:

((مفداة مكرمة علينا****يجاع لها العيال و لا تجاع))

و عكس الشعر العربي حقيقة أن الخيل معززة لدى الأنسان العربي و هي عنده كنز لا يباع و لايعار و من يكرم فرسه يكون قد أكرم نفسه و قومه و من يهينها انما يهين نفسه و من ذلك قول بن صعصة:

((بني عامر ان الخيول وقاية****لأنفسكم و الموت وقت مؤجل))

((متى تكرموها يكرم المرء نفسه****و كل امرئ من قومه حيث ينزل))

و يقول الأخطل:

((اذا ما الخيل ضيعها أناس****ربطناها فشاركت العيالا))

((نهين لها الطعام اذا شتونا****و نكسيها البراقع و الجلالا))

أما امرؤ القيس فهو من أكثر الشعراء اجادة في وصف و تبيان مهارتها و قوتها و من ذلك وصفه لخيله:

((و قد أغتدي و الطير في وكناتها ****بمنجرد قيد الأوابد هيكل))

((مكر مفر مقبل مدبر معا****كجلمود صخر حطه السيل من عل))

((كميت يزل اللبد عن حال متنه****كما زلت الصفراء بالمتنزل))

الى آخر ما ورد من مديح للخيل و تبيان قوته و هي عند المتنبي حيث يقول:

((أعز مكان في المدى سرج سابح****و خير جليس في الزمان كتاب))

أما مكانتها في الأسلام فيقول الرسول الكريم:(عليكم باناث الخيل فان ظهورها عز و طونها كنز) لقد أدرك الرسول الكريم أهمية الخيل لنشر الاسلام في كل مكان فحث الناس على اقتنائها فالقوم الذين يملكون العدد الأكبر من الخيل يكتب لهم النصر فالجمال ثقيلة الحركة بطيئة بالقياس الى الخيل فالخيل سريعة مرنة في الكر و الفر و هي لا تفزع في القتال بعكس الجمال التي تهيج في القتال الى أن تلقي بصاحبها من فوق ظهرها و لتشجيع اقتناء الخيل كان الرسول صلى الله عليه عند تقسيم غنائم الحرب يعطي للفرس نصيبا ضعف نصيب الفارس كما حدث في فتح مكة و لقد اقتنى الرسول الكريم الخيل و اعتنى بها و أكرمها و من خيل الرسول : السكب,البحر,الورد,اللزاز و الذي يقال أنه هدية من المقوقس و لقد نهج الخلفاء الراشدون و كل خلفاء المسلمين على مر العصور نهج الرسول الكريم في اقتناء الخيل و تكريمها و التفاخر بعددها فظل اهتمام الخيل حتى بعد أن انتشر الأسلام و قويت دعائم الدولة الأسلامية و قد كتب العرب الكثير من الكتب عن الخيل منها:أنساب الخيل لابن الكلبي و الخيل لأبي عبيدة و حلية الفرسان و شعار الشجعان لابن هزيل و أسماء خيل العرب و أنسابها و ذكر فرسانها للفندابي.

و شكرا

هذا الرابط سوف يفتح لكم نافذة فيها فيديو وثائقي عن الخيل

https://youtu.be/Ik39kBqGn28